عزلة كورونا تزيد من قسوة الغربة على المهاجرين النظاميين والغير نظاميين

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

سنتناول في هذا الموضوع، تجارب وقصص شخصية للمهاجرين، ومعاناتهم من الغربة والبعد عن الأهل، أين اجمعوا على أنها تجربة صعبة خاصة لمن يجبر على ذلك.

ومع انتشار فيروس كورونا ومنع التجمعات والحد من التواصل مع الآخرين، تزداد قسوة الغربة. نريد أن  نشارككم بعض من قصص المهاجرين تحدثوا عن غربتهم وعزلتهم في ظل كورونا.

بالإضافة إلى مشاعر القلق والخوف والترقب، يعاني اليوم الملايين حول العالم من العزلة بسبب اضطرارهم للبقاء في منازلهم، للوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد.

لكن بالنسبة للمهاجرين، واللاجئين البعيدين عن أهاليهم وأوطانهم، لم يتخيلوا يوما أن يتسبب فيروس غامض بمضاعفة غربتهم وعزلتهم!

وللتعرف عن قرب على ما يعانيه المهاجرون وكيف أثرت عزلة كورونا عليهم، أردنا نشر هذا الموضوع الذي يتحدث عن كيفية تعاملهم مع ظرف المستجد في ظل انتشار فيروس كورونا وتأثيره على حياتهم اليومية.

كل شيء تعطل!

تستهل الأردنية فرح عقيل، وتسرد عن مخاوفها في هذه الأيام، بأن ما تشعر به من قلق ليس بفعل الفيروس أو ما يسببه من مرض، وإنما لتأثيره على سير الحياة.

فمع تحول إيطاليا لبؤرة للمرض في أوروبا وزيادة عدد الحالات في ألمانيا بشكل ملحوظ، “تعطلت بشكل مفاجئ” حياة فرح، على حد وصفها. إذ توقفت عن البحث عن عمل وتم تأجيل كل مقابلات التوظيف المخطط لها.

وما يزيد من صعوبة الأمر على فرح وشعورها “بالانزعاج” هو بعدها عن أهلها، وتقول “إن كنت قررت المكوث بالمنزل بإرادتي لكان الأمر عادي.

ولكن بما أنه مفروض علينا بشكل أو بآخر فقد أصبح الأمر مزعجا، خاصة لغيابي عن أسرتي وإقامتي بسكن مخصص للطلبة وليس بمسكن خاص بي”.

شيء من الراحة” في البعد!

وتشير فرح إلى أن سبيلها الوحيد الآن “لعدم الوصول إلى مرحلة الخوف الشديد أو الهلع” هو بمحاولة الترفيه عن نفسها. لكنها تعترف كذلك بوجود “شيء من الراحة” لديها لأن بعدها عن أسرتها حاليا يعني عدم إمكانية نقلها أي عدوى بالفيروس لهم بدون قصد منها.

وتتعامل فرح بصراحة مع أسرتها التي تعيش في السعودية، فبالرغم من توقفها عن متابعة أعداد الحالات المصابة بالفيروس في ألمانيا، تحدثت مع أسرتها عن إمكانية إصابتها بالمرض في أي لحظة.

لكنها تشير إلى ارتفاع معدلات الشفاء أيضا لدى الشباب مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سنا.

وتقول فرح “انزعج أهلي عندما علموا باضطراري للخروج من المنزل مرتين. إلا أنهم بشكل عام هادئين لمعرفتهم يأنني مدركة جيدا للوضع الحالي وطبيعة المرض.

ونسعى لطمأنة بعضنا البعض وليس نشر الخوف فيما بيننا”.

كما صرح والد فرح، الذي يعيش حاليا بالسعودية، ليؤكد على أن وجود ابنته في ألمانيا حاليا يشعره بالاطمئنان عليها “لكون ألمانيا بلدا متطورا” ويقول “بالتأكيد كنت أفضل أن تتواجد ابنتي معي.

ولكن الخطر في النهاية موجود في كل مكان وأعلم أن فرح تتبع كل إجراءات الوقاية الممكنة، ولن أكون أكثر اطمئنانا عليها لو طلبت منها المكوث بجواري، حيث أن التجربة التي تمر بها اليوم ستجعلها أكثر قوة”.

قلق على الوالدين

أما الشاب الفلسطيني نادر (32 عاما)، والذي فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي، فيبدو من خلال حديثه أن معاناته مع الغربة ليست بالهينة، وليأتي فيروس كورونا ويزيد من قسوتها.

إذ يشكو من “العزلة وعدم التواصل المباشر مع الآخرين”، خاصة في ظل افتقاده للحياة مع أسرته والتفاعل معها طوال الوقت.

ويرى نادر، أنه في حالة وقوع أي مشكلة وليس الإصابة بفيروس كورونا فقط، فإن “وجود الأهل بالقرب منك يمكنه أن يجعل الموقف أقل وطأة، فعلى الأقل ستجد شخصا يجلب لك احتياجاتك حتى إن صعب التواصل المباشر”.

إلا أن نادر يرفض الوقوع فريسة لغربته التي تزداد وطأة بفعل كورونا، فقرر هو وعدد من زملائه بالجامعة في ألمانيا، التي حصل بها مؤخرا على درجة الماجستير، تكوين مجموعة تظل على تواصل دائم فيما بينها

بحيث إن قرر أحدهم أن يحجر نفسه صحيا داخل منزله لشكه في احتمال إصابته بفيروس كورونا المستجد، يؤمن له باقي أعضاء المجموعة كافة احتياجاته.

وبإعلان دول الاتحاد الأوروبي حظر السفر ودخول الأفراد من خارج الاتحاد لمدة شهر، بالإضافة إلى غلق دول أخرى في العالم حدودها، في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا، أصبح سفر الجميع حاليا شبه مستحيل الآن.

ونادر يخشى من عدم قدرته على السفر في حال حصول أي مكروه لوالديه الكبيرين في السن، قائلا “إن كان متاحا لي الاختيار حاليا، سأختار التواجد بجوارهما خلال الأزمة الحالية لتجنيبهما مشقة النزول للشارع لشراء أي غرض، وبالتالي تقليل فرص انتقال عدوى الفيروس إليهما”.

البقاء هنا أم العودة إلى مصر؟

أما المصرية رضوى الشيخ، فتحدثت عن صعوبة الاتصال الدائم بأفراد أسرتها في مصر لطمأنتهم على سلامتها، بينما هي نفسها تشعر بالقلق بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا.

وما يزيد من صعوبة موقف رضوى، هو شعورها بالقلق الشديد على ابنها الذي يعيش معها، وتتساءل عن مصيره في حاله حصول أي مكروه لها؟ وهو ما دفعها للتفكير في ترك ألمانيا والعودة مؤقتا إلى مصر.

ولكنها تخشى أن تكون مصابة وحاملة للفيروس بدون أن تشعر بذلك، وبالتالي يممكن أن نقل العدوى لأفراد أسرتها.

وتوضح الأم الشابة أنها قررت عدم ترك ألمانيا بعد مناقشة مطولة عبر الهاتف مع والدها، حيث اتفقت معه على أنه في حالة إصابتها بالفيروس، ربما يكون تواجدها مع ابنها في ألمانيا أفضل.

موضحة بأن لديها هنا على الأقل “تأمين صحي من المفترض أن يضمن لي الحصول على العلاج. ولكن في حالة إصابتي في مصر ربما سيكون الحصول على علاج هناك أكثر صعوبة”.

وحرصا منها على سلامتها وسلامة أسرتها، قررت رضوى التراجع عن قرار العودة إلى مصر والتخلي عن رغبتها الشديدة في التواجد بالقرب من أهلها، والتي تساوي بالنسبة لها “كل الدنيا”، على حد وصفها.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد